مع التحولات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم اليوم وتأثيرها المتزايد على مختلف جوانب الحياة، يُعد التعليم من أكثر القطاعات التي تأثرت بهذه التطورات. فمع انتشار منصات التعليم الإلكتروني، أصبح بإمكان الطلاب التعلم من أي مكان وفي أي وقت. لكن يبقى السؤال: هل التعليم الإلكتروني هو الخيار الأمثل للطالب الجزائري، أم أن التعليم الحضوري التقليدي لا يزال يحظى بالأولوية؟
أجريت دراسة بحثية في الجزائر لاستكشاف هذه الأسئلة بالتحديد. ركزت الدراسة على استخدام منصة "زوم" كنموذج للتعليم الإلكتروني، من خلال استطلاع آراء تلاميذ الطور الثانوي وسعت إلى فهم تأثير هذا النوع من التعليم على العملية التعليمية في الجزائر.
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وتم جمع البيانات من خلال استمارة إلكترونية موجهة لتلاميذ الطور الثانوي. وقد كشفت الدراسة عن مجموعة من النتائج الهامة، منها:
التحصيل الدراسي: يساهم التعليم الإلكتروني في زيادة التحصيل الدراسي للطلاب، حيث يوفر بيئة تعليمية تفاعلية غنية بالمصادر، مما يساعدهم على التعلم بفاعلية ويزيد من دافعيتهم.
تفضيل الطلاب: يفضل أغلب الطلاب (81.14%) التعليم الإلكتروني على التعليم الحضوري، خاصة في المناطق الريفية (96.05%)، وذلك لسهولة الوصول والمرونة التي يوفرها.
المتطلبات المادية: يمتلك أكثر من نصف الطلاب (54.08%) القدرة على استخدام منصة "زوم"، مما يشير إلى توافر الإمكانيات اللازمة للتعليم الإلكتروني لدى شريحة كبيرة من الطلاب.
طبيعة المواد التعليمية: يفضل الطلاب دراسة المواد الأساسية عبر الإنترنت (63.11%)، مما يشير إلى إمكانية استخدام التعليم الإلكتروني في تدريس مختلف المواد الدراسية.
التأثير على التعليم الحضوري: يعتقد معظم الطلاب (55.73%) أن التعليم الإلكتروني لا يؤثر سلبًا على التعليم الحضوري، بل يمكن أن يكون مكملًا له.
المدة الزمنية: يرى أغلب الطلاب (56.55%) أن الوقت الذي يقضونه في التعليم الإلكتروني مناسب ولا يؤثر على التعليم الحضوري.
التحفيزات والمؤثرات: يفضل الطلاب استخدام المحادثة الكتابية والمرئية في التعليم الإلكتروني (79.31%)، ويعتقدون أن التحفيزات والمؤثرات المستخدمة لا تؤثر على سير العملية التعليمية.
في الختام، خلصت الدراسة إلى أن التعليم الإلكتروني يمثل تجربة حديثة وفعالة تساهم في نجاح العملية التعليمية في الجزائر، وتوصي بتوفير الإمكانيات اللازمة وتدريب المعلمين على استخدام التقنيات الحديثة لضمان جودة العملية التعليمية، مع التأكيد على أهمية دمج التعليم الإلكتروني مع التعليم الحضوري لتحقيق أقصى استفادة ممكنة
هذه الإحصائيات تدعم فكرة أن التعليم الإلكتروني، وخاصة عبر منصة مثل "زوم"، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أداء الطلاب الدراسي، ويوفر وصولاً أسهل للتعليم، ويحسن تجربة التعلم بشكل عام.
على الرغم من الشعبية المتزايدة للتعليم الإلكتروني، إلا أن الدراسة أكدت على أهمية التعليم الحضوري في ترسيخ الانضباط وتعزيز الرغبة في التعلم لدى الطلاب. وأوصت بضرورة دمج التعليم الإلكتروني مع التعليم الحضوري لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
أرجعت الدراسة هذا التفضيل إلى عدة أسباب، منها:
زيادة التحصيل الدراسي: أظهرت النتائج أن التعليم الإلكتروني يساهم في زيادة التحصيل الدراسي للطلاب، حيث يوفر لهم بيئة تعليمية تفاعلية غنية بالمصادر، مما يساعدهم على التعلم بفاعلية ويزيد من دافعيتهم.
سهولة الوصول إلى التعليم: يلعب التعليم الإلكتروني دورًا هامًا في توفير فرص متكافئة للتعليم، خاصة للطلاب الذين يعيشون في مناطق نائية، حيث يلغي الحواجز الجغرافية ويجعل التعليم متاحًا للجميع. وهذا ما أكدته الدراسة، حيث أظهرت أن 96.05% من الطلاب في المناطق الريفية يفضلون التعليم الإلكتروني.
المرونة: يتيح التعليم الإلكتروني للطلاب التعلم بالسرعة التي تناسبهم وفي الوقت الذي يناسبهم، مما يجعله خيارًا جذابًا للطلاب الذين لديهم التزامات أخرى مثل العمل أو الأسرة.
ملاحظة: هذه المدونة مبنية على نتائج دراسة بحثية، وقد تختلف تفضيلات الطلاب الفعلية بناءً على عوامل أخرى مثل العمر والمستوى التعليمي والمواد الدراسية.
في الختام، يتضح أن التعليم الإلكتروني يمثل تجربة حديثة وفعالة تساهم في تحسين العملية التعليمية في الجزائر.
لذا، إذا كنت ترغب في الانضمام إلى هذا التحول الرقمي في التعليم، اشترك بديما تعليم الآن واستفد من جميع المزايا التي يقدمها التعليم الإلكتروني. لا تتردد في اتخاذ هذه الخطوة وابدأ في تمكين طلابك من التعلم عن بُعد بطريقة آمنة وفعالة.